أخبار المحاكماتمحكمة كوبلنتز

محكمة كوبلنتز: الشاهد لا يرغب بالكشف عن هويته أو بالإفصاح عن معلوماته الشخصية

بقلم: لونا وطفة

في جلسة التاسع عشر من شهر آب لهذا العام جاء شاهدٌ سوري أخبر المحكمة بأنه يحتاج لمحامٍ معه، ولذلك بدأت الجلسة بعد حوالي النصف ساعة من الوقت المعتاد. تحدثت المحامية التي وكلها الشاهد بالنيابة عنه لتوضح أن الشاهد لا يرغب بالكشف عن هويته أو بالإفصاح عن معلوماته الشخصية لأن لديه عائلة في سوريا، الأمر الذي وافقت عليه هيئة القضاة.

بدأ الشاهد بإخبار القضاة أنه في أحد أيام شهر آب عام 2012 جاء الأمن إلى منطقته في الساعة الخامسة صباحاً،  وقاموا باعتقالات جماعية طالت ما يقارب المئة شخص من ذات المنطقة كان ضمنهم الشاهد.

نُقل المعتقلون بباصات إلى فرع الخطيب وتعرضوا خلال ذلك للضرب، حيث أُدخِلوا إلى الزنزانات بعد تفتيشهم جسدياً.

قال الشاهد بأن مساحة الزنزانة بلغت تسعة أمتار مربعة وكان عددهم فيها 27 شخصاً تراوحت أعمارهم ما بين 16 عاماً و 45 عاماً. وصف الأوضاع داخل الزنزانة من حيث الطعام والهواء والمنامة وتحدث عن حالتهم النفسية السيئة لدرجة أن بعضهم لم يأكل شيئاً خلال الأيام الأولى من الاعتقال بسبب الخوف وعدم معرفة المصير الذي ينتظرهم وبسبب التعذيب. وعن سوء المعاملة، أضاف الشاهد بأنه في أحد الأيام كان أحد المعتقلين في زنزانته يعاني من صعوبة كبيرة بالتنفس، طرق المعتقلون باب الزنزانة لإخبار السجَّان بوضعه، فدخل السجَّان وضرب المعتقل على صدره وقال له: “صرت أحسن؟ هلأ فيك تتنفس؟”.

لم يستمر اعتقال الشاهد إلا ثلاثة أيام لم يخضع خلالها لا للتعذيب ولا للتحقيق، والسبب في ذلك أنه ومن معه من المعتقلين يتبعون لمنطقة كان فيها وجهاء لهم علاقاتهم مع النظام. بعد ثلاثة أيام جاء اثنان من هؤلاء الوجهاء، أحدهما برتبة لواء والثاني عضو في مجلس الشعب، اجتمعا بالمعتقلين وتحدثا معهما عن أهمية الوطن والوفاء له ولنظام الأسد، ودفعا المعتقلين للتوقيع على أوراق معينة وبعد ذلك أخرجوهم إلى باصات نقلتهم إلى منطقتهم. أثناء إطلاق السراح لم يرَ المعتقلون أي ضابط أو عنصر من عناصر فرع الخطيب، والتي ظنَّ الشاهد أنهم تقصدوا ذلك حتى لا يتعرفوا على أحد منهم، ولذلك أيضاً لم يستطع التعرُّف على المتهم في قاعة المحكمة.

لم تستمر شهادة الشاهد لأكثر من ساعة وربع، كان حريصاً خلالها ألا يتكلم بصوت مفهوم أو واضح، كما أصرَّ على ارتداء الكمامة طيلة الوقت، ما جعل مهمة سماع أقواله باللغة العربية وفهمها طيلة الوقت أمراً شاقاً.

في نهاية الجلسة تقدَّم محامو الدفاع بطلب لهيئة القضاة لاستدعاء شاهدٍ جديد من تركيا؛ وهو منشقٌ عن فرع الخطيب حيث كان يعمل سجَّاناً، وقال محامو الدفاع أنه شاهدٌ مهمُ لهم لأنه يستطيع أن يتحدث عن مهام فرع الأربعين ودوره، كما يمكنه إعطاء معلومات عن حافظ مخلوف ودوره وسواه من الضباط الآخرين. سينتظر محامو الدفاع حتى تبتُّ المحكمة في طلبهم، وحتى ذلك الوقت لا يزال تقديم الطلبات لاستدعاء شهود جدد أو تقديم أدلة جديدة مفتوحاً لجميع الأطراف حتى نهاية الشهر التاسع/سبتمبروبعد ذلك لا يمكن تقديم أي دليل أو شاهد لم يُسجل مسبقاً.

من المتوقع أن يبدأ بعد ذلك تقديم المرافعات الأخيرة سواء من جهة الدفاع أو الادعاء بالحق المدني والعام تمهيداً لجلسة النطق بالحكم.