أخبار المحاكماتمحكمة كوبلنتز

طبيبة في مشفى الهلال الأحمر أماممحكمةكوبلتنز

لونا وطفة

في جلسة الثامن عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر جاء محقق من الشرطة الجنائية ليتحدث عن استجوابهم لشاهدة لم يُذكر اسمها حرصاً على سلامة أفراد أسرتها في سوريا.

قال محقق الشرطة أن الشاهدة عملت كطبيبة في مشفى الهلال الأحمر القريب من فرع الخطيب من بداية العام 2011 وحتى منتصف العام 2012. خلال هذه المدة شاهدت بنفسها ما بين 15 إلى عشرين معتقل نُقلوا إلى المشفى ومن بينهم سيدة في العشرينيات من عمرها. جميع المعتقلين الذين رأتهم بدت عليهم آثار التعذيب والتجويع والكدمات على أجسادهم، كما أنهم أتوا برفقة عناصر أمن وبدت على معاصم أيديهم آثار لقيود لربما وضعت لهم سابقاً. لم تر هذه الشاهدة أي جثث ولكنها سمعت عن الأمر، وعن نقل جثث من الخطيب إلى المشفى، السبب الأكثر شيوعاً لوفاتهم كان الفشل الكلوي، وهي تعتقد أن ذلك حدث بسبب التأخر في علاجهم، أو عدم إعطائهم الدواء. بعد منتصف عام 2012 لم يعد إحضار المرضى إلى المشفى وارداً لأن فريقاً من الأطباء تم إرسالهم بشكل دوري إلى الفرع.

انتهت شهادة محقق الشرطة الجنائية ولم يُوجه له أي أسئلة إلا من القضاة، وذلك لما سبق توضيحه عن عدم قدرة المحقق الإجابة عمَّا لم يوضحه الشاهد في أقواله لهم سابقاً، لأن الشاهد في هذه الحالة هو الوحيد الذي يعلم ما حدث وكيف حدث.

بعد ذلك وضحت هيئة القضاة أنها ترفض طلب الدفاع استدعاء البني مرة أخرى بناءً على شهادة الشاهد من اليوم السابق. كما رفضت خمس طلبات أخرى للدفاع باستدعاء شهود محتملين وبينت أسباب رفضها في كل طلب على حدى، وغالباً كان بسبب عدم قدرتهم الوصول إلى الشاهد أو عدم رده في حال كان ضمن الاتحاد الأوروبي، أونقص اليقين من بعض الشهادات خاصة أن عدم قيام المتهم بالتعذيب بنفسه كما سيشهد بعض هؤلاء الشهود المحتملين لا يعني عدم مسؤوليته الجنائية عنه، أو استحالة إحضاره في حال كان خارج الاتحاد الأوروبي لأن ذلك يستغرق ما لا يقل عن ستة أشهر كما وضحوا، وبالتالي فإن الجهد الذي سيبذلوه لإحضار أحدهم من دولة أخرى لا يتناسب مع قيمة الشهادة بحد ذاتها.

من بين الطلبات التي تم رفضها كان طلب من الدفاع لاستدعاء شاهد سوري له علاقة بالمدعي والشاهد عامر مطر، وقال الدفاع في طلبه أن الشاهد يعرف عامر مطر جيداً ويستطيع أن يشهد بأن مطر عومل بطريقة جيدة من قبل المتهم في فرع الخطيب وأن الأخير سمح لأهله بزيارته في الفرع وهو أمر لا يحصل لأيٍ كان.

أسباب رفض المحكمة استدعاء هذا الشاهد تمحورت حول حقيقة أن الهدف من استدعاء الشاهد هو التشكيك بصحة شهادة عامر مطر، إلا أن الشاهد حينها لم يكن معتقلاً في الفرع والوقت ذاته ولم ير عامر مطر بنفسه، ولذلك ليس من الواضح من أين حصل الشاهد على هذه المعلومة، وعن تقديم الطعام له في مكتب المتهم -كما من الممكن أن يقول الشاهد-، فحتى المتهم لم يدَّعي ذلك، ولم يكن واضحاً لهم كيف من الممكن أن يعرف الشاهد ما حدث مع السيد مطر بالتفصيل، وبذلك لم يجدوا داعٍ لاستجوابه ورفضوا استدعائه.

أشارت القاضية كيربر في نهاية جلسة اليوم والتي لم تستمر لأكثر من ساعة ونصف، أن الجلسة القادمة ستكون بتاريخ الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر ولن تبدأ فيها مرافعة الادعاء العام الأخيرة، أي أنها لاتزال جلسة خاصة بالاستماع للأدلة.