أخبار المعتقلين

شهادة المحامي منعم هيلانة عن اعتقاله

شهادة المحامي منعم هيلانة عن اعتقاله

لم يكن المحامي منعم هيلانة يتوقع أن يعامل بهذه الطريقة الوحشية لدى اعتقاله على الحدود اللبنانية السورية في الأول من نيسان الماضي.. وبعد خروجه من الاعتقال بدا منكسراً لهول ما لاقاه من تعذيب في فرع فلسطين.. اسبوعان من التعذيب خرج بعدها حياً، لكن الأسى والحزن يعتصر قلبه على الطريقة الوحشية التي عومل بها في المعتقل.. لم يتحدث إلا قليلاً عما لقاه في فرع فلسطين .. لم يكن متوازناً .. انتظر حتى استطاع النفاذ بريشه خارج الوطن ليسطر على صفحته تلك اللحظات الرهيبة التي عاشها في المعتقل طيلة أربعة عشر يوماً ، وقبل خروجه من سوريا بيوم سافر” منعم” إلى قريته ” حينة” ودع أقربائه وأصدقائه وتراب قريته وأشجارها. ويذكر أن منعم هيلانة من قرية حينة المسيحية الكائنة بريف القنيطرة.

يروي الأستاذ منعم هيلانة الملقب “بأبو صافي” قصته المأساوية التي تختصر جزءاً مما يلاقيه المعتقلين في زنازين وأقبية المخابرات السورية

يقول منعم : في اليوم الأول في المعتقل :
من الساعة التاسعة صباحا حتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ،
وانا اقف بمواجهة الحائط ،في الطابق الرابع تحت الارض،
ربي كما خلقتني- ودون اي سؤال او السماح به،
اسمع وارى بطرف عيني تكسير عظام القفص الصدري للمواقيف،
فقط لانهم سندوا رؤوسهم على الحائط من تعب الوقوف-
وقتها قلت ربي ربي لماذا شبقتني ،ابعد عني هذا الكاس-

ويتابع الاستاذ منعم هيلانة رواية مأساته في اليوم الثاني في فرع مكافحة الارهاب :
اي 2-4-2015 تم تحويلنا ليلا الساعة الواحدة والنصف الى المهجع رقم 18 والذي يعتبر مهجع خمسة نجوم – وهو عبارة غرفة 4 ضرب 8 اي مساحة32 متر مربع – يوجد فيها 82 موقوف – وفيها حمام متر بمتر لااكثر. دخلنا عراة وبقينا عراة وعلى الواقف دون اي طعام او شراب – وكان يوم خميس – وهنا اخذ التعب يتملك بي واخذت اتمايل من شدة التعب وبدات قواي تنهار ولم اعد استطيع الوقوف ولم اعد ارى بعد ان بقيت واقفا اكثر من 24 ساعة متواصلة-ودون اي طعام او شراب -وقد نمت وانا واقف لااسمع لاارى لااحس باي شيء- ويقيت على تلك الحالة من يوم الاربعاء صباحا حتى يوم السبت ليلا الساعة الثانية يعد منتصف الليل ساعة بدء التحقيق-

وفي اليوم الخامس من الاعتقال يقول منعم :
الاحد بتاريخ 5-4-2015
اي بعد اربعة ايام من بدا الاعتقال، بدأت اترنح من التعب والوقوف والجوع والعطش وقلة النوم، ولم اعد استطيع ان ابلع ريقي وقد جف حلقي نهائيا ،وانخفض السكري ولم اعد ارى امامي وقد خف سمعي- وهنا ضج المهجع بالصراخ على الرقم 28 -اي انا ذلك الرقم ، بعد ان سمع جميع المواقيف السجان وهو يصرخ 28 ياابن الكذا وكذا، وقمت وانا اترنح من شدة الاعياء بمساعدة بعض المواقيف، وخرجت الى التحقيق عاريا حافيا مترنحا تعبا ،مشيت على هدى الغريزة لاارى امامي الا الدماء -وانا نصف ميت نصف حي-انظر فقط امامي والى الاسفل – وجدت امامي طاولة عليها الكثير من اقلام الرصاص ووجدت انصاف اقلام على الارض وبين الدماء وتبين بان عمل تلك الاقلام هو من اجل غرزها وكسرها باجسام المواقيف ويااماكن مختلفة – ولم يسالني شيئا ابدا ،ولم يكلمني بشيئ، فقط وضع احد كبال البطارية السالب على صدري الايمن والكبل الموجب على صدري الايسر وفتح التيار الى اخره وبسرعة واغلقة، وبدأت انا افرفر كالعصافير وقلبت الكرسي الذي اجلس عليه وارتطم راسي على الارض، وهنا لم اعد اسمع او ارى وقد غبت عن الوعي ،ولم اصحو الا وانا في المهجع مرميا على الارض والدماء تملىء راسي.

اترك تعليقاً