أخبار المحاكماتمحكمة كوبلنتز

خوف الشاهد على أفراد أسرته نابعٌ من أنه يرى أن انشقاق المتهم أنور. ر غير حقيقي

لونا وطفة

بتاريخ التاسع من شهر أيلول/ سبتمبر، حضر شاهدان اثنان في جلسة واحدة إلى المحكمة؛ الأول من الشرطة الجنائية الاتحادية وأتى بالنيابة عن اثنين من الشهود، اللذين استُجوب أحدهما بشكل أولي من قبل الشرطة الجنائية وطلب حينها أن يبقى مجهولاً. عندما أُعلم بأمر المحاكمة بعد استجواب الشرطة الاتحادية له، أظهر الشاهد خوفاً وتوتراً من المشاركة العلنية وأكد أن خوفه نابعٌ من وجود أفراد أسرة له في سوريا، ولذلك رفض المشاركة بالمحاكمة، الأمر الذي استطاع فعله لأنه مقيم خارج ألمانيا ولا يوجد قانون يلزمه بالحضور في هذه الحالة، لكن لا يملك الشاهد خيار عدم الحضور فيما لو كان مقيماً في ألمانيا.

أكد محقق الشرطة الجنائية للمحكمة أن خوف الشاهد على أفراد أسرته نابعٌ من أنه يرى أن انشقاق المتهم غير حقيقي وبأنه لا يزال يتعاون مع النظام السوري.

أما الشاهد الثاني ي.هـ فقد جاء بنفسه إلى الشرطة الجنائية ليخبرهم أنه تعرَّف على صورة المتهم عندما رآها في الإعلام وأصابه ذلك بالصدمة لأنه لم ينسَ ملامحه قط. حينها سألته الشرطة الجنائية عن ذلك فأخبرهم أنه اعتقل في شهر تشرين الثاني/نوفمبر لعام 2011 وقال أنه استدعي إلى التحقيق في فرع الخطيب حيث اعتُقل بسبب مشاركته في المظاهرات ولم يكن معصوب العينين لذلك استطاع التعرف على من كانوا في غرفة التحقيق وكان من بينهم المتهم رسلان، لم يقم المتهم بتعذيب الشاهد بنفسه، ولكنه كان حاضراً في نفس الغرفة عندما عذَّبه اثنان من السجانين دون رحمة؛ أحدهما يدعى أبو محمد والثاني عبد الله.

وعن دور المتهم رسلان في التحقيق معه، أجاب الشاهد الشرطة الجنائية بأنه كان يجلس إلى جوار المحقق الذي تولى زمام التحقيق معه بشأن فيديو عرضوه أمامه لمشاركته في مظاهرة، وطلب منه هذا المحقق بأسلوب لفظي عنيف وبذيء تحديد أسماء المتظاهرين. عندما أنكرالشاهد معرفته بالمتظاهرين توجه إليه المتهم رسلان بقوله: “معقول ما بتعرف حدا منهم وأنت نفسك كنت مشارك بالمظاهرة؟”. لم يتوقف تعذيب الشاهد في هذه الجلسة حتى أعطى اسم أحد المتظاهرين.

أخبر الشاهد الشرطة عن سماعه أيضاً لأصوات تعذيب الآخرين وعن الوضع العام والصحي السيء في السجن، كما أخبرهم عن جلسات التحقيق التي خضع لها خلال ستة أيام قضاها في فرع الخطيب.

قال الشاهد أيضاً أنه فقد الوعي عدة مرات نتيجة التعذيب في فرع الخطيب. في اليوم الرابع هناك، طُلب منه التوقيع على أوراق فارغة وعَذِّب بعدها، وأُخبر الشاهد في اليوم الخامس أنه سيُطلق سراحه، بيد أنه نُقل في اليوم السادس إلى فرع إدارة المخابرات العامة في كفرسوسة بوضع جسدي سيء جداً وآلام شديدة نتيجة التعذيب.

وَجِّهت عدة أسئلة لمحقق الشرطة الجنائية من قبل أطراف الدعوى، من بينها إن كان هناك صعوبات في الترجمة مع الشاهد في جلسة الاستجواب أو فيما إذا كان الشاهد متوتراً وخائفاً، أكد المحقق أن الشاهد كان متحمساً جداً ولم يكن هناك صعوبات في الترجمة. سُئل المحقق أيضاً إن تم سؤال الشاهد عن مدى تأكده من رؤية المتهم وتذكر وجهه، فأجابهم بأنه كان متأكداً تماماً لأنه يملك ذاكرة قوية جداً في الوجوه. سُئل من جهة الادعاء كيف استطاع الشاهد معرفة أسماء السجانين هناك؟ أبو محمد وعبد الله؟ فأجاب المحقق بأنهم لم يسألوا الشاهد عن ذلك لمعرفتهم من خلال خبرتهم أن أسماء السجانين دائماً وهمية ويتم استخدامها دائماً هناك.

انتهت شهادة محقق الشرطة الجنائية بعد ساعة ونصف، أعطت هيئة القضاة بعد ذلك استراحة لمدة نصف ساعة. بعد الاستراحة دخل شاهدٌ سوري جديد من الباب المخصص للشهود متنكراً بلحية وشعر مستعار ونظارات شمسية سوداء وقناع وجه طبي ارتداه طيلة الوقت.