*محكمة برلين

الجلسة السابعة لمحاكمة المتهم موفق.د

عقدت المحكمة الخاصة بالمتهم موفق د. في العاصمة الألمانية برلين جلستها السابعة، وذلك يوم الجمعة في اليوم الثلاثين من شهر أيلول/ سبتمبر. وبدأت الجلسة في الساعة التاسعة والنصف، حيث أدلى الشاهد والمدعي ع.ح. بشهادته.

افتتحت القاضية الجلسة بتعريف الشاهد على شروط وقواعد تقديم الشهادة في المحكمة وطلبت

منه التعريف عن نفسه.

ولدت وعشت كل حياتي في مخيم اليرموك لغاية عام ٢٠١٥ حيث اضطررت وعائلتي الفرار واللجوء إلى ألمانيا. عشت فترة الحصار كاملة وكنت شاهداً على سقوط القذيفة على طابور المساعدات في يوم ٢٣ آذار من عام ٢٠١٤ بالإضافة إلى أنني أصبت بجرح عميق في أعلى فخدي إثر هذه الحادثة.

في هذا اليوم ذهبنا كعادتنا في الصباح الباكر آملين استلام طرد المساعدات الذي قد لا نستلمه وقد لا نعود سالمين من نقطة التوزيع لأنها غالباً ما تكون فخاً لاصطياد المدنيين واعتقالهم. من حسن حظي استطعت حينها أن أستلم طرداً ولي ولعائلتي ولكن في طريق عودتي سقطت تلك القذيفة وسقطت جريحاً.

القيادة العامة، الفصائل الفلسطينية والمجموعات التي كانت مسؤولة عن توزيع الطرود كانوا يماطلون في بدأ التوزيع وبسبب كثرة الناس المحتاجة، كان التوزيع يستغرق وقتاً طويلاً – حيث كان يتجمع الكثير من الرجال والنساء وبعض الأطفال المرافقين لأهاليهم في شارع اليرموك ويقفون في طابور عشوائي نوعاً ما، فبعض الناس كانوا يقفون بجوار بعضهم على شكل مجموعات. نقطة التوزيع كانت متواجدة على الطرف اليساري لشارع اليرموك – تحديداً في بداية منطقة حارة الفدائية. 

هنا بدأ المدعي بوصف المنطقة جغرافياً، أماكن التجمع، طريقا الذهاب والإياب، نقطة التوزيع ومكان سقوط القذيفة بعدها طلبت منه القاضية التحدث عن الوقت ما بين استلامه للطرد ووقوع القذيفة، فقال: لم يستغرق الموضوع وقتاً طويلاً، في طريق عودتي من نقطة التوزيع بدأ الرصاص يلاحقني ويرافق خطواتي، فوضعت طردي فوق رأسي وهرولت مسرعاً، حيث كانت الطلقات تأتي من خلفي وبعدها سمعت دوياً مفجعاً وسقطت والكثير ممن حولي أرضاً.

 شعرت بشيء ثقيل قد اخترق فخذي وبعد زوال سحابة الدخان وجدتني جريحاً. بعدها جاء أحد الأشخاص راكباً دراجته باتجاهي وساعدني ووضعني في سيارة نقل وتم نقلي إلى المشفى.

القاضية: على بعد كم متر من مكان تواجدك سقطت تلك القذيفة؟

المدعي: لا يمكنني تقدير المسافات، ولكنها لم تكن بعيدة عني وسقطت خلف الحاجز الرملي، ثم أنها سريعة جداً ولا يمكنني إدراك ذلك.

القاضية: هل رأيت جرحى حولك؟

المدعي: بالطبع! رأيت ناس يسقطون أرضا، ولكنني كنت مشغولاً بالوجع الذي أصابني وحاولت فوراً أن أربط فخذي. ثم أنني لم أكن استوعب ما يجري حولي، كنت اسمع أصوات الصراخ والاستنجاد وإطلاق الرصاص ولم أستطع تمييز الجرحى من القتلى.

القاضية: كيف عرفت أن موفق الدوا هو من أطلق القذيفة؟ 

المدعي: بعد وصولي إلى المشفى وبعد خروجي منه، كان اسم موفق الدواه هو الاسم الوحيد المتداول بين أهالي المخيم، وهناك العديد من الناس قد رأوه بأعينهم وسمعوا تهديداته قبل وقوع الحادثة.

القاضية: هل تعلم سبب إطلاق القذيفة؟

المدعي: قد انتشر خبر أنه كان يريد الانتقام لمقتل ابن أخيه، عماد الدواه.

القاضية: هل سمعت عن المدعي عليه بعد الحادثة؟

المدعي: أحدهم كان قد سمعه يقول إنه قال عن ضحايا الحادثة “كلاب وفطسوا” – ذلك الشخص يقيم حالياً في دولة الدنمرك.

القاضية: هل رأيت موتى في مكان الحادثة؟

المدعي: لقد سبق وذكرت أنني لم أكن مستوعباً ما جرى في مكان الحادثة ولكنني رأيت العديد من الجثث المغطاة أثناء تواجدي في المشفى.

ثم طرح المدعي العام على الشاهد بعض الأسئلة المتعلقة بالشهادة التي سبق وقدمها المدعي في مركز الشرطة وتم عرض بعض الصور عليه. بعدها طرح محامي الدفاع بدوره بعض الأسئلة على المتهم وطلب منه أن يوضح بمساعدة الخارطة أين كان يقف الناس وأين سقطت القذيفة.

بعدها تم عرض صور الجرحى على المدعي وتمكن من تحديد صورة فخذه المجروح من بين الصور.