*محكمة برلين

الجلسة الرابعة لمحاكمة المتهم موفق.د

عقدت المحكمة الخاصة بالمتهم موفق د. في العاصمة الألمانية برلين جلستها الرابعة، وذلك يوم الخميس في الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر. وبدأت الجلسة في الساعة التاسعة والنصف، حيث أدلت الشاهدة ل.ح. بشهادتها.

افتتحت القاضية الجلسة بتعريف الشاهدة على شروط وقواعد تقديم الشهادة في المحكمة وطلبت

منها التعريف عن نفسها.

ولدت الشاهدة في مدينة حلب ثم انتقلت مع عائلتها للعيش في مدينة دمشق، حي التضامن حيث أقامت حتى عام ٢٠١١، بعدها نزحت وعائلتها إلى مخيم اليرموك بسبب تدهور الوضع الأمني في منطقة التضامن. في عام ٢٠١٤ اضطرت الشاهدة للفرار من المخيم إلى وسط العاصمة دمشق ومن ثم بدأت في رحلة اللجوء إلى ألمانيا.

بعدها طلبت القاضية من الشاهدة التحدث عن حادثة الحاجز الشهيرة بشكل عام قبل الخوض في التفاصيل وطرح الأسئلة الدقيقة.

في هذه الفترة كان يعيش المخيم تحت الحصار وكان السكان يفتقرون لأبسط شروط الحياة ويعانون من نقص الموارد الغذائية – في يوم الحادثة اتجه أهالي المخيم نحو الحاجز لاستلام المعونات وقد كنا نقف في طابور طويل. فجأة وفيما كنا ننتظر دورنا سادت الفوضى في انحاء المكان وجاء بعض الرجال المرتديين ملابس عسكرية وقاموا بتفريق الناس وفصل الرجال عن النساء والأطفال بعدها ظهر المتهم موفق الدواه حاملاً سلاحاً كبيراً على كتفه وقام بإطلاق النار على المدنيين وبعدها راح بالصراخ والتهديد بالقتل واغتصاب النساء والتشريد والتلفظ بأبشع التعابير. قد جبرنا على البقاء   في مكان الحادثة لمدة تفوق الأربع ساعات. في ذلك الوقت لم أكن استوعب ما يدور حولي ولكن بعد عودتنا إلى بيوتنا علمنا أن هناك أشخاص قد سقطوا أمواتاً نتيجة إطلاق النار. بعد هذه الحادثة غادرت المخيم متجهة إلى الشام.

شكرت القاضية الشاهدة على الملخص ثم بدأت باستجوابها بخصوص تفاصيل الحادثة وسألت الشاهدة عن زمان الحادثة وطلبت منها ذكر التاريخ والتوقيت.

قالت الشاهدة: لا أعرف تاريخ اليوم لكنني أذكر أن يوم الحادثة كان قريباً من يوم عيد الأم، ٢١ آذار، فأنا أعمل كمربية أطفال وكنت وزميلاتي نحضر لبعض الأنشطة لكي نقوم بالاحتفال مع الأطفال وأمهاتهم.

ذكرت القاضية بأن الحادثة قد كانت في تاريخ ٢٣ من آذار، أي بعد يومين من عيد الأم وطلبت من الشاهدة تفسير قيامها بالتحضير لمناسبة فائتة، فأجابت الشاهدة: هذا أمراً اعتيادياً، الكثير من المواعيد كان يتم تغييرها بالتناسب مع الوضع الأمني في المنطقة، فقد كنا نأجل الاحتفالات للفترات الهادئة نوعاً ما.

في ذلك اليوم، بالتحديد في ساعات ما بعد الظهر، كنا نقف في الطابور وننتظر في شارع اليرموك وثم يتم السماح لنا بالعبور إلى شارع راما على أفواج مؤلفة من عشر أشخاص حيث تتواجد نقطة توزيع المعونات.

القاضية: أخبريني عن الفوضى التي حدثت قبل حصول الانفجار؟ هل كنت تسمعين أصوات إطلاق نار؟

الشاهدة: كانت تسود الفوضى في المكان وكنت أسمع أصوات إطلاق الرصاص.

القاضية: هل يمكنك تحديد نوع الرصاص الذي كنت تسمعين صوته؟

الشاهدة: بالطبع لا! أنا لست خبيرة سلاح.

القاضية: قلت إنك رأيت المدعي عليه في يوم الحادثة؟ أين رأيته؟ وهل تعرفت عليه يومها؟

الشاهدة: نعم لقد رأيته بالفعل ولكنني لم اتعرف عليه، فأنا لست ابنة مخيم اليرموك ولا أعرف سكانه، لكن جميع من حولي كانوا يقولون إن هذا الشخص هو موفق الدواه. عند ظهوره بدأ بالصراخ والشتم والتهديد وكان يكرر مقولة انه سوف ينتقم لقريبه الذي قتل وأنه سوف يمحي مخيم اليرموك عن بكرة أبيه وبعدها قام بتصويب سلاحه الثقيل باتجاه الطابور وأطلق النار على المدنيين.

القاضية: وهل يمكنك تحديد مكان سقوط القذيفة؟

الشاهدة: لا، أنا كنت أقف بالقرب من مكان إطلاقها وبالتالي لم أر أين سقطت، لكنني سمعتُ دويها.

القاضية: وماذا حدث بعد أن حدث الانفجار؟

الشاهدة: بقينا لساعات محجوزين في نفس المكان، خائفين ولا نعلم مصيرنا. أحد النساء فقدت وعيها من شدة الخوف. وبعدها حدث تبادل إطلاق نار بين الأشخاص المسلحين.

بعدها بدأ كل من القاضية ومستشاريها بالاستفسار عن شكل السلاح الذي تم توجيهه إلى المدنيين وطلبوا من الشاهدة المقارنة بين الأسلحة التي رأتها من حيث الحجم والصوت بالإضافة إلى عرض خريطة مخيم اليرموك على الشاهدة للخوض في التفاصيل الجغرافية للحادثة.