أخبار المحاكماتمحكمة كوبلنتز

أمام محكمة كوبلنتز 24.06.2021 ضابط منشق : رفضت تنفيذ الأوامر

لونا وطفة

في تاريخ 24/06/2021 كان الشاهد قائد شرطة سابق في سوريا، خسر وظيفته لأنه رفض استخدام العنف كما أخبر القضاة.

الشاهد متواجد في ألمانيا منذ عام 2013 بعد أن استطاع “بطريقة ما”، كما قال، الخروج من سوريا بسبب تضييق النظام عليه. أخبر القضاة عن معرفته القديمة بالمتهم رسلان، إذ التقى الاثنان منذ ثلاثين عاماً، عندما كان الشاهد ضابط شرطة في الهجرة والجوازات وكان المتهم لايزال طالباً جامعياً في كلية الحقوق ويعمل في الوقت ذاته في أحد أقسام الهجرة والجوازات. تقدم المتهم آنذاك بطلب إجازة من أجل امتحانات الجامعة ولكن إدارته رفضت فلجأ للشاهد، الذي استطاع بحكم منصبه تأمين الإجازة للمتهم. بعد أعوام طويلة من هذا الموقف، التقى المتهم وابن الشاهد بإحدى دورات اللغة في ألمانيا، وقد أخبره المتهم أنه يعرف والده وأنه قدَّم له خدمةً يوماً ما. اجتمع الاثنان في إحدى المقاهي وتحدث المتهم عن انشقاقه بتحفظ كما وصف الشاهد وقال: “هذه كانت طبيعته”.

وعن أسباب خروج الشاهد من سوريا قال: “عندما بدأت المظاهرات طُلِب منَّا أن نقمعها بشكلٍ أو بآخر، كانت التعليمات العلنية عدم استخدام الأسلحة، ولكن الشفهية منها، أو كما يقال التعليمات من تحت الطاولة، أفادت بضرورة قمعها بأي طريقة، والحرص على ألا يتم توثيق أو تصوير ذلك لخارج سوريا. بعد أن رفضت ذلك تمت إحالتي لمكتب الدراسات في دمشق، وهو مكتب مسؤول عن التحقيق مع كل ضابط لا ينفذ الأوامر لاتخاذ القرار المناسب فيما يخصه. نُظِم بحقي ضبط أحيلَ إلى المحاكم العسكرية مع إقالتي من عملي وإحالتي للتقاعد المبكر ومنعوني من السفر مع اتهامي  بالتعامل مع الثوار. بمساعدة بعض الأصدقاء استطعت مغادرة سوريا”.

وعن سؤال القضاة له عن طبيعة رسلان التي عرفها منذ ثلاثين عاماً قال: “كان طموحاً، لم يشأ أن يبقى برتبة مساعد أول، تم انتدابه لأمن الدولة لأنه كان من الأوائل في كلية الشرطة، وبعد ذلك لم أسمع عنه شيئاً على الإطلاق حتى التقيته هنا في ألمانيا”.

وعن لقائهم في ألمانيا أكمل قائلاً: “كنا نلتقي كل شهر تقريباً مرة في حضور أشخاص آخرين أيضاً، حاولنا ألا نتحدث عن وظائفنا السابقة، ولكن أنور كان الأكثر تحفظاً بيننا واكتفى بالحديث عن همومه الاجتماعية فقط، ثم أخبرني أنه ذهب إلى الأردن بعد انشقاقه وعمل بعدها مع الائتلاف. أثناء ذلك ساعده عضو الائتلاف رياض سيف بحكم علاقته الجيدة مع السفارة الألمانية بالمجيء إلى ألمانيا”. سأله محامي الدفاع من أين يعلم عن قصة رياض سيف؟ فأجاب الشاهد: “منذ خمس سنوات وعندما قدم أنور إلى ألمانيا سألناه كيف أتيت؟ أعتقد أن أحد الموجودين أجاب وقال: رياض سيف أحضره. فسألناه: ولماذا أحضرك رياض سيف؟ أجاب أنور: منذ عدة سنوات كان معتقلاً لدينا في الفرع وأنا ساعدته، فهود رد الجميل لي”.

بعد ذلك، أراد محامي الدفاع عن المتهم أن يضع مقارنة بين وضع الشاهد كضابط شرطة رفض إطاعة الأوامر وخرج، وبين موكله المتهم كضابط مخابرات فعل الشيء ذاته، فأجابه الشاهد بأنه يرفض المقارنة وأن الوضعان لا يستويان، لأن ضابط المخابرات يجب أن ينفذ أوامر النظام ويتبع سياسته، فهو يخضع للمراقبة أكثر، و يكرس حياته للمهنة، ولا يمكن له أن يستقيل. أما ضابط الشرطة فهو بعيد عن السياسة والدولة، عمله منوطٌ بالقانون فقط، عندما يخلع زيَّه الرسمي يكون مدنياً كالآخرين ولا يحظى بأي استثناء، واستقالته مقبولة في حال قدمها.

أكد الشاهد خلال إجابته عن أسئلة أطراف الدعوى على قمعية وشمولية نظام الأسد وعن معرفته لما يحدث للمعتقلين والظروف اللاإنسانية التي يعيشونها داخل المعتقلات، وأكد ما قاله للشرطة الاتحادية سابقاً بأن الداخل للأفرع الأمنية مفقود، والخارج منها مولود.

بعد انتهاء الشهادة أعلنت هيئة القضاة عن إلغاء جلسة 02/07/2021 بسبب اعتذار الشاهد المخصص لهذا اليوم، ومحاولتهم تأمين شاهد آخر مكانه ولكنه أيضاً أعتذر عن الحضور.