الشاهد علي تيناوي (المعروف علي ابراهيم ): تم اعتقال عائلات بأكملها بداية من عمر السابعة عشر وحتى عمر الثمانين.
بقلم: لونا وطفة
بدأ الشاهد والمدعي بالحق المدني السيد علي إبراهيم (التيناوي) جلسته بتاريخ الأول من الشهر التاسع لهذا العام بالترحُّم على أرواح شهداء الثورة السورية وتمنياته بإسقاط نظام الدكتاتور بشار في سوريا، وتابع بأنه بدأ التنظيم والتخطيط للحراك ضد النظام مع بداية الثورة عام 2011 وكان ذلك ضمن منطقته الزبداني في ريف دمشق بالتعاون مع ناشطين في دمشق وكان تنظيماً عبر الانترنت والفيس بوك.
في اليوم الثاني من شهر أيار قرابة الساعة الخامسة صباحاً كان الشاهد يُجري اتصالاته مع ناشطين في دمشق، فجأة قُطعت كل الاتصالات الأرضية والخليوية وسمع صوت إطلاق رصاص من بعيد، وهنا رأى سيارات للجيش والأمن تتحرك باتجاه مدينته، ورأى أيضاً القناصين يعتلون أسطح الأبنية، توقَّع الشاهد أنه لن يتمكن من الهرب، فأحرق كل ما لديه من منشورات ومسح بيانات كثيرة من حاسبه وجهَّز نفسه للحظة دخولهم، الأمر الذي حدث. حاصروا المدينة بأكملها وداهموا المنازل واعتقل الشاهد وآخرين قدر عددهم بين 100 إلى 150 مدني بعضهم لم يكن حتى ناشطاً بالحراك. بعض من اعتقلوا ضُربوا أيضاً بعنف حتى أمام نسائهم وعائلاتهم، أحدهم اقتيد وهو مهشم الوجه، لكن لم يُقتل أحد منهم في هذه الحملة كما أكد الشاهد. العدد الذي قدَّره الشاهد للمعتقلين في هذه الحملة كان لمن خرج معه من المعتقل بعد ذلك، لأنهم من ذات المنطقة فاستطاع معرفتهم، أما أثناء الحملة العسكرية فلم يكن يعلم بالضبط عدد الذين اعتقلوا لأنه وكما قال تم اعتقال عائلات بأكملها، بداية من عمر السابعة عشر وحتى عمر الثمانين.
قُسم الذين اعتقلوا إلى فريقين، الفريق الأول أخذ بداية إلى كتيبة تُدعى الانتحاريين وهي تابعة للفرقة الرابعة ومن ثم إلى دمشق/ فرع الخطيب، والفريق الثاني وكان معهم الشاهد اقتيد فوراً إلى دمشق/ فرع الخطيب. في طريقهم تعرضوا للضرب والإهانات بشتى أنواعها، استمر الأمر كذلك حتى وصلوا إلى فرع الخطيب وأُدخلوا إليه بالضرب والشتائم وهم مكبلو الأيدي ومعصوبو الأعين بملابسهم الخاصة.
أخبر الشاهد القضاة عن التفتيش الجسدي والتعرية للمعتقلين أمام بعضهم، ومن ثم وضعهم في ساحة السجن واستدعائهم إلى التحقيق فوراً واحداً تلو الآخر. عند استدعاء الشاهد للتحقيق طرح المحقق عليه بضع أسئلة ومن ثم وضع على الأرض وقام العناصر بضربه بالكابل الرباعي فلقة على القدمين بشكل أساسي ولكن أيضاً أصابوا مناطق أخرى من جسده واستمر الوضع كذلك لمدة ساعة تقريباً. حُقق معه في فرع الخطيب وحده مرتان، وفي كلا التحقيقين كانت الغاية إعطاء أسماء أشخاص آخرين وعند رفض ذلك أكد الشاهد أن بين المحقق والعناصر حركة ما تجعلهم يبدأون بالضرب والتعذيب عندما لا يُعجب الجوابُ المحقق.
تحدث الشاهد أيضاً عن الزنزانة واكتظاظها بالمعتقلين وتعرضهم جميعاً للضرب دون قدرته على تحديد أنواع التعذيب التي تعرض لها المعتقلون الآخرون لأنهم لم يرغبوا بالحديث عنها، ولكنه ذكر موقفاً لا ينساه لأبٍ قاموا بتعذيبه أمام ابنه.
لم يتعرف السيد التيناوي على المتهم ولم يرغب حتى بالنظر إليه، فطلب القضاة تأكيداً منه مرة أخرى أنه لا يعرفه على الرغم أنه يرفض النظر إليه في القاعة، فوضَّح لهم أنه لم ير أحداً في فرع الخطيب لأنهم مُنِعوا من رؤية أي أحد وعُصِّبت أعينهم كل الوقت، ولذلك هو متأكد أنه لا يعرفه.
بقي الشاهد في فرع الخطيب قرابة الخمس أيام ومن ثم نُقل إلى فرع كفرسوسة حيث أعيد التحقيق معه مرة أخرى من بدايته، وبالطبع لم يخلُ التحقيق من التعذيب. وبعد ذلك أطلق سراحه بعد نحو خمسة وعشرين يومًا من المحكمة في منطقة الزبلطاني، وكان بموجب عفو رئاسي كما قال لهم القاضي هناك.